شاعر الاول

الثلاثاء، 23 مايو 2017

في دير بنات عيسى / بقلمي/ احمد انعنيعة

في دير بنات عيسى..أنات غدر ...أخيرة..
يا بنت عيسى...
يا سيدة أهل الدير...
لم تقدين قميصي في الدجى من دبر؟..
لم تستوقفينني حائرا أنذب الأمس في رهق..
أندس خائفا منك من جحر إلى جحر..
انتعل اللهيب ..
وأقتنص الهوى على آخر جرف في محارقك..
 
رافعا شعار المزاد على ديارك من دفق لدفق..
كم أضأت ما تنكر في ضيائك بهدى الفجر..
وأججت موتاك بآهاتي على طرقات الرتق..
يا امرأة أينعت قلبي حبا..
أشعلت البارحة جذري..
وصدعت الآن شوقي...
فكيف أسترد ثانية ملامح كياني؟ ..
كيف أرحل في بياضي لأرشق خطى سيري؟..
كيف أقدس خطاباتك وأنت تعرينني برفق؟..
ليعلو صوتك صهيلا تخر له أنفاسي في ضيق..
انت امرأة من الكواسر..
أكلت كل راسي دون عذر..
تنكرت هاربة مني تاركة آثار مخالبك على ظهري ..
 
وتركت طيور أنفاسك تنتظر دورها مني دون عشق..
لون شعرك الأشقر رمز لموتاك..
ورداؤك الأبيض عزائي في بيتك..
أنت قتلت أجمل ناسك فجرا..
وأنا من وضعت على تمثالك أحر القبل..
من أجل كرامتي، لن أحن إلى كلامك..
سأرسل إليك أنهاري تجري بزوارق دون جذف..
سأوصيها عليك ...
أن تقلع من أفق ذاتي..
أن تشرع إلى قبرك..
أن تفجر خيمة ترحالك ..
لأرفع راية أخرى رمزا لنصري..
 
وأكحل عيني بأسلاكك الشائكة...
لا تتصارعي معي..
فأنا لا أعرف قواعد الصدام..
لا أساومك في جائزة السلام..
لكني لن أضحي بقلمي..
فقد هوى سيلك ...ذهبت ريحك..
 
ونام الدهر على وسادتك..

احمد انعنيعة