دمشق بأهلها حلّ الفناء ...
بقلم / محمد الدبلي الفاطمي
بكى السّودان في وطن العرب***
وفي مصر القطار قــــــــــد انقـــــلب
وفي اليمن السّعيد أبيد أهلي***
بضرب النّار من أيـــــــــــدي الــــعرب
تقطّعت الأواصر بين قومي***
وساء الحال فانتــــشر الشّـــــــــــــــغب
وثارت تونس الخضراء لمّا***
تحرّكــــت العــــزائــــــــــــم والنّخـــــــــب
ومغربنا الكبير أراه عمدا***
يسير إلى الحضـــــــــيض من الرّتــــــــــب
////
خليج عروبتي أضحى أسيرا***
وقد فقد السّيادة والـــمــــــــــــــصيرا
غزا الأمريكيون بلاد أهـــلي***
وما تركوا الصّغير ولا الكـــــــــــــــــبيرا
وأمّا الرّوس فاستولوا بعنف***
وضرب النّار قد قتــــــــــــــل الكــــــثيرا
كأنّ شعوبنا أمســت رقيقا***
تعيش مهانة عيشا عســــــــــــــــــيرا
نخاف السّوط والجلاّد طاغ***
ومن خاف العدى فقد المـــــــــــصـــيرا
////
دمشق بأهلها حلّ الـــــفناء***
وشاع الدّاء فانعــــــــــــــــــدم الدّواء
تقاتل شعـــــبها شرقا وغربا***
وساد الرّعب واغتصب النّـــــــــــساء
وأرعدت القــــــنابل في بلاد***
بها البشــــــــر اســــــــتبدّ به الولاء
كأنّ العالم العربيّ أمــــسى***
شعـــــــوبا في تخلّفــــــــــها سواء
به الحكّام معظمـــــهم طغاة***
وفي ســـــــــهراتم كــــــــــثر البغاء
////
وفي أرض العروبة بالعراق***
أبادت أهلنا حــــــــــرب الشّــــــــــقاق
تلوثت النّفوس بسوء حقد***
تجسّد في ممارســــة النّــــــــــــفاق
وأشعلت الضّلالة نار حرب***
فمات الأمن في وســــــــط العـــــراق
وهاجمهأ الدّواعش في الشّمال***
وقد حرقوا الكثـــــــير من الرّفاق
خراب في دمشق وضرب نار***
وفي بغــــــداد أطفـــــئت المـــآقي
////
ربيع عروبتي أضحى خريفا***
وعيش شعوبنا فاق السّــــــخــــــيفا
يقاتل بعضنا بعـــضا بعنف***
قتالا مرعبا وأذى مخــــــــــــــــــــــيفا
وما اغتصبوا سوى الضّعفاء منّا***
ومن قالوا:كفى شـــططا وحـيفا
تناسلت الكوارث في بلادي***
وأضحى الجبن في وطني شــــريفا
وليس لنا على الإطلاق حلّ***
لأنّ ربيعنا أمســــــــــــى خـــــريفا
////
تعدّدت الفصائل في اليمن***
وأسقطت القنابل في عــــــــــــــدن
وفي ليبيا صراع مســتطير***
يهدّم في البنـــــــى باســــم الوطن
ومن لبنان أخبرنا الأهالي***
بما ارتكب اليهــــــود من الفــــــــــتن
تباع رؤوسنا للقتل غدرا***
وقد قتل الكثـــــــــــــــــير بلا ثـــــــمن
فقاوم ما استطعت لعلّ فجرا***
سيولد من مــــــقاومة المـــــحن
////
تحدّثنا الجزيرة من قطر***
وتبعـــــــث بالفظــــــــــيع من الصّــــور
مشاهد للعباد من الضّحايا***
وما فعل الوحوش من البــــــــــشر
أهذا في الحساب لنا عقاب؟***
أم التّنـــــكيل في وطـــــني قدر؟
فيا أهل العزائم أين أنتــــم؟***
وأين هـــــي المــواعظ والعـــــبر؟
أمات نفوسنا وجل الأعادي***
وبالإرهاب هاجــــــمنا الخــــــــــطر
////
ألا يا طغمة العــــملاء فينا***
نهبتم بيــــــــت مال المـــــــسلمينا
وبعتم أهلنا بيعا ذميــما***
فكنتم في الورى بشــــــرا مشــــــينا
ألم تر كيف قهقرنا التّدنّي***
غداة هبــــــــــــــــوطنا أدبا وديــــنا؟
نسافر في المصائب والمآسي***
ونمشي خلف جهل الجاهــلينا
لماذا نحــــــن كالأقنان صرنا***
نقبّل في رؤوس الحــــــــاكمـــينا؟
////
نسير على الهوامش في العصور***
ونبدع في الغباء وفي القصور
نسافر في المآسي بالمعاصي***
ونؤمن بالهراء وبالقــــــــــــشور
يسير بنا الرّعاة إلى مصــــــير***
بلا أمل يدلّ على العــــــــــــبور
ونحن إلى الوراء نســـير دوما***
ونزعم أنّنا مثل الصّـــــــــــــــقور
فيا ليت القـــــــناع يزاح يوما***
لنسعد بالخروج من القــــــــــــبور
………………………
محمد الدبلي الفاطمي