لما البعد و الجفى"""
بقلم / محمود مصطفى
ألم تكتفي هجرا يا ابنة المصطفى
فقد ضاع العمر بين هجر و جفى
فالكون غدى عندي بسواد عينيك
و الحب لدي قد ظهر منه ما خفى
و ريقك لو يداوى به من أشفى
لصح الجسد وصح القلب و شفى
لك في دنياي فراغ عجزت أملأه
كأنك بعمري بدر للظلمة خفى
ما عاذ الله أن يكون عشقي وهما
فالعشق لك و من عينيك أكتفى
إذ أصبح العقل بحب عيناك مجنون
و العمر أزهر و القلب إليك هفا
أسير في البلاد باحثا عن فؤادي
سلى عني و على لحن حرفك غفى
لله در من أنت ب الدنيا حليلته
قد طابت دنياه و قلبه للهم نفى
أتدركين طهر الحب الذي في قلبي
لو مزج دمي بماء عكر لرقد و صفى
و ما بي من قداسة لأرقد ماء عكر
لكن دمي مزج بهواك فعذب و صفى
ما نعمت من بعدك ب برد صيف
و لا ذاقت روحي ب برد الشتاء دفا
ما ذنب عين تعقبت خطاك سرا
أ تجزيها بدمع أخرس القلب و الشفا
لم تر كثر دمعي فاعلمي حاله
لو نزل على حريق خمد و طفا
و لو أنه حل بصحراء طال قحطها
لفتقت ينابيع و الزهر عليها طفى
وزعي حنانك على الكون و انظري
سيفيض حبا و عطفا وحنانا و وفا
فلماذا تبخلين علي ببضع حنان
و قلبي بروحك أسير قد كتفا
أهكذا الأسر أم خلقت لي الأعذار
بقلب ماتت آماله و بهمه كفى
أم طول المسافة و وعرة الطريق
العين تبصر لا تقصري اليد و الكف
مد كفيك و عاندي كل الأحزان
و جودي بوصالك على قلب ضعفا
صدقيني لو كان أميالا من جمر
سأقطعه ببرد دمع و القدم حفا
~~~~~~~~~~
"" بقلمي : محمود مصطفى ""