بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
أبحرتْ سفنُ الإنتظارِ ...
بقلم / مرعي محمد بكر
…………………
أبحرتْ سفنُ الإنتظارِ إلى ميناءِ اللقاء.. ..
وهناكَ تراءَتْ أطيافُ الحبيبةِ أمامَ عاشقها الملهوف…. فراحَ في مغرَبِهِ يبثُّ الأنَّاتِ ويزفرُ زفراتِ الأسى….. وشرعَ يسلِّي الفؤادَ بذكرياتِ أهدابٍ مرَّتْ سهامُها على قلبِهِ الفتيّ موثقةٍ عليهِ قيدَ العشقِ والهيام…….. مرَّّتِ السَّنونُ والفراقُ يطولُ ويطولُ ويطوي الشَّبابَ بقسوة…. وتبقى الذكرى……..
إنِّي على يقينٍ أنَّ خلفَ هذا الليلِ الحالكِ فجرٌ ينتظر…… تقفُ معَ قطراتِ نداهُ زهرةٌ تعيشُ على أملِ اللقاء المنتظر…تبثُّ للأطيافِ نفحاتِ الحنين……….
نفحاتِ الحنين
فيمَ التَّعلُّلُ و الأحبابُ قد ذهبوا
آهٍ لأيَّامٍ بقربِهم ذهبُ
ماحالُ أظعانِهم قدفارَقتْ رحْبي
ضاقتْ بيَ الأرضُ لمَّاغادرَالرَّكبُ
تبكي الظَّعائنُ في أسفارِهاجَلَبٌ
وينْدُبُ الرَّملُ والأحجارُ والعشبُ
أضحى الغريبُ يتيمَ الأهلِ محزوناً
أودى بهِ الوجْدُ كالمصروعِ ينغلبُ
هذا حليمٌ لهُ الشَّاراتِ قُرْبَهُمُ
عندَ البعادِ هجيرٌ سامَهُ السَّلَبُ
تبكيهِ أحجارُ أطلالٍ لها نَوحٌ
منْ لحنِ خطوٍعلى وطآتِها طربُ
مهلاً على القلبِ إنَّ الهجرَ يقتلُهُ
نيرانُ وجدِكِ في الأحشاءِ تلتهبُ
لوكنتِ تدري حرْق النَّارِفي كبدي
ما كنتِ راحلةً و الدَّربُ ينتحبُ
إنِّي أُعزِّي زمانَ الوصلِ أرثيهِ
وأسهرُ الليلَ والعَبْراتُ تنسكبُ
مالونُ وجهكِ هلْ للنَّجمِ من صلةٍ
فاقَ النُّجومَ علا إشراقِها الحَجَبُ
حياؤُها الغضُّ لا حرفٌ ولا شعرٌ
يكفي لهُ الوصفُ إذتُستمطرُالسُّحُبُ
ساءلتُ ذكرى هُنيهاتٍ بنا مرَّتْ
سهمٌ منَ العينِ بالإغضاءِ يقتربُ
أبرحتَ قلبي سقيمٌ يشتكي ألماً
اُرفقْ هداكَ إلهُ الكونِ يا هدبُ
يا طيبَ نبرتِها بالحرفِ تنطُقُهُ
حلوُ الكلامِ و ليلُ الحلمِ ينتحبُ
يا زيْنَ مبسمِها يبدي لها بَرَدَاً
يبدوويخفى في تعدادِها الحَسَبُ
أُهديكِ عيني إنْ جاورتِ قريتَنا
فارقتُها مرغماً و الحلمُ ننقلبُ
آهٍ لقيدٍ نأى بالسَّعْدْ عن وجهي
حتّى القُرى هُجِرَتْ والكلُّ يغتربُ
إنِّي أسيرُ الهوى منْ أجلِ ذكراها
واليومَ صارَ الهوى ذكرى لهاعتبُ
كيفَ الصِّبا غادرَ الأعمارَ منطوياً
خلفَ السِّنينِ التي بالموتِ تُنتَهبُ
يامن سَلَبْتِ الفتى بالشَّوقِ ياأملاً
باللهِ جودي بوصل ٍ دونَهُ العَطَبُ
مرعي محمد بكر
فتى قلمون
ابن جيرود