شاعر الاول

الخميس، 12 يناير 2017

ـــــــــــ رهن الأعتقال ــــــــــــ بقلم / عبدالسيد عبدالفتاح

ـــــــــــ رهن الأعتقال ــــــــــــ
بقلم / عبدالسيد عبدالفتاح

كان بالوادي بيت صغير لنا من طين
.........................وسقفه من الجريد والقش والحطب
تتشقق جدرانه وتتصدع فأرممه بالطمي
.........................وأسند جدرانه بشيء من سعاف النخل والخشب
وألهو وأمرح وتختال حولي كالفراشة زوجتي
.........................وتحيرني بألغازها وتشدوا بلحن عزب 
وكان لنا أمام الدار شجيرات سدر
.........................وسنط ونخل وشيء قليل من قصب
وكان لنا جرو صغير ينعم بالأمن بدارنا
.........................يلهوا مع دجاجات لنا ويستريح من التعب
نهبط صباحاً الي النهر نرمي شباكنا
........................ونبصر الوادي قد تحلي بالجمال وأكتسب
ونجمع ثمرات من سدرة أمام دارنا
.........................ونبيع طلعها ونأكل من نخلنا رطب
وكنت أسمع الفجر يؤذن فأيقظ زوجتي
.........................فتدفأ لي اللبن علي نيران تشعلها في الحطب
ويمر النورس يتلصص من شرفات دارنا
........................يغازل طفلتي ويداعبها بشئ من لعب
وكنت أستشعر أن في حجب الغيب ألم
.........................وأنا هناك شر يتربص ينا قد دنا منا وأقترب
ذات ليل داهم رجال الشر دارنا
.........................فاستيقظنا علي نباح جرونا وضوضاء وشغب
فهدموا البيت فوق رأس زوجتي وطفلتي
........................وكبلوني واقتادوني مسلسل في غضب
واغتالوا جروي الصغير بنيران بنادقهم
.........................فلطخت دماؤه زير الماء وروت تعريشة العنب
وكنت أفتش في ذاتي وأعتصر أعماقي
.........................وفي عيون الناس لعلي ألمح وأغرف السبب
فأتهموني بأنني قد لوث الهواء بزفير أنفاسي
.........................ورأيت البلايا في تهم تثير الدهشة والعجب
وأتهموني بأنني قد تلاعب بالأهلة وخدعتها
.........................فكان من صنيع أفعالي أنني قدمت رمضان علي رجب
وأتهموني بأنني قد لوثت النيل بأفعالي
.........................فأشتاط النيل لما شربت ماءه غيظاً وغضب
فأجمعوا أمرهم أن أكون رهن الأعتفال لديهم
.........................وأنني بدون قصد قد أثرت بالوادي الشغب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق