ــــــ ذكريات في مهب الريح ـــــــ
بقلم / عبدالسيد عبد الفتاح
تناثرت ذكرياتي القديمة حول وسادتي
وطالعت بعض منها علي عَجل
وحينما لاحقتني نظرات زوجتي
أدرت وجهي و شعرت بالخجل
وثورت كالمجنون أمزق رسائلي
وأحطم ذكرياتي بدون كلل أو ملل
وُألقي بصور قديمة كنت أخبئها
أقطع وصال الذكريات و آخر أمل
وتناثرت زهرة قديمة كنت دوماً أذكرها.
تساقطت أوراقها وجف غصنها وذبل
كنت أستنشق بها عطر الذكريات وعبيرها
وتحكي تاريخ من العمر كان يوما ورحل
وجلست أهداء من نفسي وأخمد ثورتها
وأسكن اضطراب أحساس ثائر منفعل
فقد خشيت من بركان بصدري أن ينفجر
فلا أطيق نيران التمرد ولا أحتمل
وعدت ألملم من الريح أشتات رسائلي
وألصق بعضها ببغض حتى تكتمل
أسابق الريح وهي تعلوا ببقايا من صوري
كأسد يطارد غزال في فلاء من جبل
أستعطف الريح وفي عطفي خضوعي ومذلتي
ولكن الريح الثائر يتجاهلني و يأبي أن يعتدل
فقد زرعت بساتين الذكريات في ارض مقفرة
وجملت أشواك اليأس بالحفاوة والصبر والأمل
ولجأت ألي قارئي الكف وطالعي النجوم والسحر
ووشوشت الودع ذات يوم وتأملت في الدجل
وطال ليلي وما أشرق من سنين بعيدة فجره
وظل البدر في سمائي سنين بدرًا ولم يكتمل
وناديت الصبح هلم يا صبح بالنور أشرق وأقبل
فلم يلبي و تركني علي أستحياء وودعني في خجل
وكتبت الشعر وجملتهُ بالذكريات وما أقمت حروفه
وهدمت القوافي والأوزان و قبحت النثر والزجل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلم /حائر
عبدالسيد عبدالفتاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق