شاعر الاول

الجمعة، 31 مارس 2017

قصيدة النثر / نهايةُ الرحلة / بقلمي / إبراهيم فاضل


نهايةُ الرحلة
الشاعر / إبراهيم فاضل
===================================
تجلسين ساكنةً بجواري
تتبعين كلَّ أخباري
أعرفُ بماذا تفكرين
وعن ما تبحثين
أعرفُ بأنكِ أحنُّ البشرِ عليَّ
شردتُ وكأنكِ في أرضٍ بعيدة
تنامُ على نحركِ الرقيق نجمةٌ مُضيئة
إني إليكِ أعترفُ بخيبتي
أتدركين ما كانت تفعلهُ رسائلكِ لي ؟
تكتبين عن ما كنتِ بهِ تقومين
تشطرين يومَكِ برسالة
تعيشين حياتَكِ وكأني معك
عندما نتشاجر
وعندما نتقاطع
وعندما يهزمنا الغياب ويمزقنا الفقد
فأعودُ لرسائلك
أتعطشُ إليكِ بلا تفاصيل
هكذا أنتِ قد عودتني على الأشياءِ الجميلة
كنتُ أبتسمُ حين يعلو صوتَكِ
وتصدمني رسائلُ غيرك
كنتِ تشعرينني بأنكِ حولي
تجبرينني على أنْ أناقشَ خياراتي
لنقرر معاً كلَّ ما يخصُ حياتَكِ وحياتي
وتقتحمين كلَّ تفاصيلي
هزمني الشوقُ فاشتقتُ إليكِ
كيف لي أنْ أعتذر
لامرأةٍ متطرقةُ الأنوثةِ ترهقُ رجولتي
فأتبعثرُ بداخلك
أنتِ لا تعلمينَ كم أعشقُ مراقبتكِ من بعيد
تبتسمين فأحسدُ الجميعَ على ابتسامتك
أنتِ التي تجمعين كلَّ المتناقضات رغم ثباتها
وأنتِ السهلةُ الصعبة
تحرقينني كشمسٍ ماجنة
وقمرٌ يضيءُ أمسياتي
وأنتِ القريبةُ البعيدة
وأنتِ التي اقتحمتِ عليَّ حياتي
وغيرتِ أولوياتي
الأحلامُ تبتديءُ فجأة
وَتُولدُ في لحظة
وتُخلقُ في لمحة
أبحثُ عني في أركانك
تتفتحُ من أجلكِ الأزهار
وتشرقُ لأجلكِ الشمس
في مدينةٍ تشرقُ فيها الشمسُ لأجلك
ولأجلِ امرأةً حالمةً مثلك
كم تمنيتُ لو كنتِ أقلَّ تأثيراً عليَّ وفيَّ
لا تلومينني على مقاومتي إياكِ
لا تعتبي عليَّ
فأنا كُنتُ أُنشدُ النجاة
ولقد غرقتُ فيكِ يوماً بعد يوم
تتزاحمُ الأفكارُ في رأسي
تتداخلُ لدرجةٍ تنهكني
وأنتِ التي وقعتِ في غرامي
كم من التعبِ أنْ يُحاولَ أحدٌ إبهارك
لو تعرفين لكم تُحزنني محاولاتي
أتعرفين ما الفرق بين حُزني وحزنك
حُزنكِ ترفٌ وتدلل
أما حُزني حكايةٌ طويلة
أتعبني جفافُ الحياةِ من بعدك
ولقد خسرتك
وتدركين كم أخافُ عليكِ
وأخشى أنْ يَمَسكِ أحدٌ بسوء
بسببي ومن دوني
في كلِّ مرةٍ كُنتُ أبتعدُ عنكِ
أسعى فيها إليكِ
اليومَ أعترفُ بأنكِ نقيضي
وبأنكِ مضيئةٌ مُشعةٌ متوهجة
انكسر غموضُ علاقتنا
وتحددت ملامحنا
وبقيتُ اُطالعُ صورتَك
لا قُدرةَ لي على احتمالِ الوجع المتلاطم
باتتْ الأيامُ تتشابه
أنتظرُ كل يومٍ أنْ يمُنَّ اللهُ عليَّ بعودتك
واستيقظُ كلَّ صباح على أملٍ ورجاء
لم أتعَود أنْ تكونَ هكذا قسوتك
قوةٌ خفيةٌ تدفعني إليكِ
لم أشعر يوماً تجاه أحدٍ مثلما أشعرُ حيالكِ
أراكِ أنيقةً بكلِّ حالاتكِ
صدفةٌ جمعتنا
وفرقنا ألفُ ميناء
قلبي يخفقُ بقوة
وبقيتُ أنتظرُ مجيئكِ
لكنكِ لم تفعلي
وأشعرُ بأنفاسِكِ تتصاعدُ في داخلي
وأتذكرُ معكِ أولَ لقاء
والعُمرُ يمرُّ بلمحِ البصر
في داخلي كلَّ هذا القَدَر
====================================
بقلمي / إبراهيم فاضل
قصيدة النثر
 ====================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق