العروس...
- كنت صغيرا حين عرض ابن عمي الأكبر مني بسع سنوات
ليصطحبني لملعب الشعب لحضورمباراة للمنتخب العراقي وخصوصا أن الدخول مجاني كان هذا
حلماً أوشك
أن يتحقق بالفعل ذهبنا للملعب كنت منبهرا حين شاهدته من بعيد...وهو مملوء
بالناس...حين دخلنا لم نجد مكانا إلا في أطراف الملعب تحت ساعته مكان لنجلس به ما
أثار استغرابي هو الجمهور كان في أرضية الملعب بل إنه غطى الأرضية ولم تبرز سوى
العوارض...سألت ابن عمي اين سيلعب الفريقين؟؟...لم يجبني لأنه مستغرب أيضا. ..بعد
حين عرفنا أن الرئيس صدام حضر الملعب وخطب بالجموع المحتشده خطابا لم أفهم منه إلا
عبارة هل انتم موافقون؟... فيجيب جموع المتفرجين نعم ... وحتى هذه النعم كانت
مدبرة بفعل عناصر تجلس مع الجمهور تشبه مايحدث الآن في البرامج التلفزيونية .. لا
أعرف لماذا هذه الحادثة اربطها دوما ب 8 شباط أو ماكانت تعرف عروس الثورات... رغم
أن هذا التاريخ لم يكن إلا تاريخ دموي آخر بتاريخنا ..يمكن لأن العروس تنزف دما
أيضا في ليلة الدخلة..فأصبح هذا اليوم يعرف بالعروس. ..أو لربما أن البعثيين
اعتبروه عروس بسبب انتقامهم من قاسم وقتلهم اياه بهذه الطريقة البشعة ...فاعتبروه
عروس أعمالهم أو ربما اعتبروا عودتهم للسلطة عروس أعمالهم. ..كل شيء جائز. ..أؤمن
دوما أن ماتزرعه ستحصده يوما.... فقاسم قتل الملك هو ومجموعته الانقلابية ثم
عاقبته الأيام هو ومجموعته ...واستمر العقاب مستمرا إلى يومنا هذا فكلما جاء نظام
عاقب من كان قبله... واستمر العقاب ...ومازلت أتذكر اول يوم لي بملعب الشعب الذي
يذكرني ولا أعرف لماذا يذكرني بتلك العروس التي اسمها عروس الثورات.....علي العطار.... شباط .... 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق