شاعر الاول

الأحد، 15 يناير 2017

أرى أن لا حياة لمن أنادي … بقلم / محمد الدبلي الفاطمي

أرى أن لا حياة لمن أنادي …
بقلم / محمد الدبلي الفاطمي

طموحي قد أطلّ على الجنون***
بفعل توغّلي وسط الظّــــــــــنون

ذهبت إلى الطّبيب فجسّ نبضي***
وعاينني بواسطة العـــــــــيون

وأخبــــــــــرني بأنّ الدّاء إرث***
تسلّل في الدّماء إلى الجـــــــفون

فداء الجنس في وطني طليق***
أصاب النّاس في بؤر المـــــــجون

وأمّا الرّافضون من الأهالي***
فقد سكنوا الرّهيـــــــب من السّجون
////
لساني بينكم خسر العباره***
فأصبح عنــــــــــدكم مــــثل القذارة

أصبتم بالغباوة في زمان***
به الأقلام أبدعــــــت الحـــــــــــــضارة

نهبتم واستبحتم فانكشفتم***
وفاق البطش في وطنــــي الحرارة

وكدتم للمدارس في بلادي***
ببرمجة تقوم عـــــــلى الخســــارة

فها نحن استــــبدّ بنا التّدنّي***
وها أنــــــــــــــتم أسأتم للإدارة
////
رغيف الشّعر يخبز للبشر***
بحكمته الورى صنـــــــــــــــــعوا العبر

تحنّ له القـــــلوب بكلّ ودّ***
وزرع الأرض ينبته المـــــــــــــــــــطر

وتركب موجه الأذهان فقها***
فتبحر في القـــــــــــضاء وفي القدر

وتبدع في التّفكّر كلّ فنّ***
به الحكماء قد نفعوا البــــــــــــــــشر

كبوصلة تقود إلى المعالي***
وتنظر في النّجـــــــــوم وفي القمر
////
بقارعة الطّريق مشيت ليلا***
ونزعة أمّتي تزداد جـــــــــــــــــهلا

مشيت مع الرّصيف إلى ظنون***
بها الشيطان في البلوى تجلّى

سألته عن أبالســـــــة اللّيالي***
ومن صــــنعوا الهوى قولا وفعلا

فحدّق في موّاجهتي مجيبا***
وعن قول الحقـــــــــــيقة قد تولّى

وزمجر كي أخاف ولم أبالي***
لأنّي قد أجبت بلفـــــــــــــــظ كلاّ
////
تعالوا كي نناقش ما يدور***
لتتّضح المســـــــــــــــالك والأمـــور

لماذا نحن أصبحنا ضعافا***
نعاقب بالسّياط ولا نثـــــــــــــــــور؟

لماذا نســـــكن الظّلماء فينا***
كأنّا في ثقافتنا قشــــــــــــــور؟

ألم ندرك بأنّ الـــــــعلم نور***
وأنّ الجهل موطنه الجـــــــــــحور؟

ومن لم يجتهد في كلّ أمر***
سيغلبه التّهاون والقــــــــــــــصور
////
أرى أن لا حياة لمن أنادي***
فهم درسوا بمدرسة الفســــــــاد

تشبّع جلّهم بالنّهب جهرا***
فضلّوا في الطّريق كقـــــــــوم عاد

وأمّا الحاكمون فهــــم زناة***
وقد نشــــــروا الدّعارة في بلادي

أبيت على التّأمّل في شعوب***
تخلّت عن مرافقة الرّشـــــــاد

فلا سمع ولا بصر لديهــــــم***
كذلك في الحواضر والبــــوادي
////
تعبـــت من التّأمّل في الأنام***
وقد ألفوا اللّذيذ مــــــن الحرام

سألت الله أن تلـــــد اللّيالي***
نجوما في العباد من العــــظام

تضاء بفقههم ظلمــــاء جهل***
أساءت بالغبـــــــــاء إلى الأنام

كفى ما ألمّ بنا انحـــــــطاطا***
فنحن اليوم نسكن في الظّلام

طمرنا في التّراب رؤوس أهلي***
كما فعل القطيع من النّـــعام
…………………………
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق