أرى أن لا حياة لمن أنادي …
بقلم / محمد الدبلي الفاطمي
طموحي قد أطلّ على الجنون***
بفعل توغّلي وسط الظّــــــــــنون
ذهبت إلى الطّبيب فجسّ نبضي***
وعاينني بواسطة العـــــــــيون
وأخبــــــــــرني بأنّ الدّاء إرث***
تسلّل في الدّماء إلى الجـــــــفون
فداء الجنس في وطني طليق***
أصاب النّاس في بؤر المـــــــجون
وأمّا الرّافضون من الأهالي***
فقد سكنوا الرّهيـــــــب من السّجون
////
لساني بينكم خسر العباره***
فأصبح عنــــــــــدكم مــــثل القذارة
أصبتم بالغباوة في زمان***
به الأقلام أبدعــــــت الحـــــــــــــضارة
نهبتم واستبحتم فانكشفتم***
وفاق البطش في وطنــــي الحرارة
وكدتم للمدارس في بلادي***
ببرمجة تقوم عـــــــلى الخســــارة
فها نحن استــــبدّ بنا التّدنّي***
وها أنــــــــــــــتم أسأتم للإدارة
////
رغيف الشّعر يخبز للبشر***
بحكمته الورى صنـــــــــــــــــعوا العبر
تحنّ له القـــــلوب بكلّ ودّ***
وزرع الأرض ينبته المـــــــــــــــــــطر
وتركب موجه الأذهان فقها***
فتبحر في القـــــــــــضاء وفي القدر
وتبدع في التّفكّر كلّ فنّ***
به الحكماء قد نفعوا البــــــــــــــــشر
كبوصلة تقود إلى المعالي***
وتنظر في النّجـــــــــوم وفي القمر
////
بقارعة الطّريق مشيت ليلا***
ونزعة أمّتي تزداد جـــــــــــــــــهلا
مشيت مع الرّصيف إلى ظنون***
بها الشيطان في البلوى تجلّى
سألته عن أبالســـــــة اللّيالي***
ومن صــــنعوا الهوى قولا وفعلا
فحدّق في موّاجهتي مجيبا***
وعن قول الحقـــــــــــيقة قد تولّى
وزمجر كي أخاف ولم أبالي***
لأنّي قد أجبت بلفـــــــــــــــظ كلاّ
////
تعالوا كي نناقش ما يدور***
لتتّضح المســـــــــــــــالك والأمـــور
لماذا نحن أصبحنا ضعافا***
نعاقب بالسّياط ولا نثـــــــــــــــــور؟
لماذا نســـــكن الظّلماء فينا***
كأنّا في ثقافتنا قشــــــــــــــور؟
ألم ندرك بأنّ الـــــــعلم نور***
وأنّ الجهل موطنه الجـــــــــــحور؟
ومن لم يجتهد في كلّ أمر***
سيغلبه التّهاون والقــــــــــــــصور
////
أرى أن لا حياة لمن أنادي***
فهم درسوا بمدرسة الفســــــــاد
تشبّع جلّهم بالنّهب جهرا***
فضلّوا في الطّريق كقـــــــــوم عاد
وأمّا الحاكمون فهــــم زناة***
وقد نشــــــروا الدّعارة في بلادي
أبيت على التّأمّل في شعوب***
تخلّت عن مرافقة الرّشـــــــاد
فلا سمع ولا بصر لديهــــــم***
كذلك في الحواضر والبــــوادي
////
تعبـــت من التّأمّل في الأنام***
وقد ألفوا اللّذيذ مــــــن الحرام
سألت الله أن تلـــــد اللّيالي***
نجوما في العباد من العــــظام
تضاء بفقههم ظلمــــاء جهل***
أساءت بالغبـــــــــاء إلى الأنام
كفى ما ألمّ بنا انحـــــــطاطا***
فنحن اليوم نسكن في الظّلام
طمرنا في التّراب رؤوس أهلي***
كما فعل القطيع من النّـــعام
…………………………
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق