سرد قصص
QQQQQ
خداع الخطيئة
بقلم / أحمد أبو عمر
أديب عربي
// ليست قصة && سرد يفوق القصة //
َQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQ
(( علي الإنسان ألا يؤجل توبته لأن الله أخفي الموت سبباً وزماناً ومكاناً )) .
ذلك قول حكيم سمعته من فضيلة الشيخ الإمام محمد متولي الشعراوي ، فالطريق إلي الخطيئة مفروش دائما بدعاوى الاضطرار ، وبحجة أن الضرورات تبيح المحظورات .
لكن أي محظورات يقصدون ؟ .. هل هي محظورات العرف والتقاليد ؟ ..أم المحظورات الدينية والخلقية ؟.
كثيرون هم من أغواهم الشيطان وبررّ لهم سوء أفعالهم وذلك بفقدانهم الصبر الجميل والاستسهال الذي يفتح الطريق دائماً للتنازلات والتفريط .
ويا ويل من تسوّل له نفسه الأمّارة بالسوء أن ينقاد لأهوائها ونزواتها ويتكاسل عن مجرد محاسبة نفسه ، ولا أقول ردعها وجهادها ، فان أعظم الجهاد جهاد النفس ، ذلك هو الجهاد الأكبر ، كما تعلمنا من حبيبي رسول الله صلي الله عليه وسلم .
من هنا تبدأ قصة الفتاة المسكينة صابرين التي جاءتني باكية منهارة
باكية تقول :
أنا فتاة في الخامسة والعشرين ، أبي موظف بسيط ولي خمسة أشقاء ونقيم في شقة واسعة في حي المعادي الراقي بالقاهرة ، استطاع أبي الحصول عليها منذ ثلاثين عام حين كان الحصول علي شقة أمر سهل !
كان الحي الذي نسكن فيه شبه خال تماما، ثم بدأت العمارات الجديدة ترتفع فيه كل يوم حتي أصبح حي راقي بكل معني الكلمة ، حتي أننا وجدنا أنفسنا فجأة اقل سكانه شأناً ، فمعظم جيراننا أطباء ومستشارون وتجار كبار .
لقد وجدا أنفسنا في وسط غريب علينا بلا معارف ولا أصدقاء ، ونرى الشباب من حولنا يركبون السيارات الفارهة ويذهبون للنوادي ، بل ورأينا أبناء بواب العمارة التي نسكن فيها في مستوى أفضل منّا كثيراً ويرتدون من الملابس أفضل مما نرتدي نحن !
هكذا مضت بنا الحياة حتي تخرج أخي الأكبر من الجامعة وتزوجت أختي ألكبري بعد كفاح مرير من جانب أبي كي يجهزها ، وحصلت أنا علي دبلوم تجارة ، وبدأت رحلة البحث عن عمل كي ادخر لنفسي نفقات الزواج حين يأذن المولي عز وجل لي بالزواج .
بعد بحث طويل وشاق استطعت الحصول علي وظيفة سكرتيرة في شركة صغيرة لتوظيف الأموال بمرتب 500 جنيه في الشهر .
فرحت بعملي كثيراً ووجدت فيه حلاً لكل مشاكلي ورحت ابذل فيه كل جهدي وأعمل ساعات إضافية لانال رضا رئيسي ، ورضي رئيسي بالفعل عن عملي ورفع مرتبي إلي 700 جنيه في الشهر ، وسعدت بذلك كثيراً وتغيّرت نظرتي للحياة وارتديت الحجاب كاملاً تعبيراً عن شكري لنعمة الله عليّ وبدأت الحياة تبتسم لي .
لكن دوام الحال من المحال ، فبعد أـربعة أعوام من عملي بشركة
توظيف الأموال ؛ فوجئت بالشرطة تلقي القبض علي صاحبها لصدور عدة أحكام ضده ، وأغلقت الشركة أبوابها وأصبحت في الشارع لا عمل لي وانتابتني حالة من اليأس الكبير من كل شئ في الحياة .
مرت الشهور عليّ بطيئة ثقيلة وأنا في بيت أسرتي وما ادخرته من راتبي الكبير يتسرب من بين أصابعي !
ذات صباح قرأت إعلان عن كازينو يطلب مضيفات للعمل به ، وتوقفت طويلاً أمام الإعلان ودارت برأسي الأفكار ، فاستعذت بالله منها وطويت الصحيفة ، ثم وجدت نفسي دون وعي أعود إلي الإعلان أقرؤه من جديد وأفكر ، ثم فجأة نهضت وارتديت ملابسي ذهبت إلي عنوان الكازينو المذكور في الإعلان وأتقدم إلي صاحب الكازينو لأنال الوظيفة !!
تفحصني المدير بنظرات ذات مغزي وقبل أن يتكلم قلت له حجابي ليس مشكلة لأنني سأخلعه في العمل وأرتديه عند خروجي !
فوجئت بصاحب العمل يدرك مدي احتياجي للعمل ، فوافق علي تعييني فيه ، وعدت للبيت وأخبرت أسرتي بالكذب إنني وجدت عملا! سكرتيرة في شركة صغيرة ، وصدقوني للأسف الشديد .
في اليوم التالي ذهبت للعمل ومعي فستان من فساتيني القديمة قبل ارتدائي الحجاب ، ودخلت غرفة الملابس وارتديته ، ثم خرجت للعمل أحمل المشروبات لراود الكازينو وأتنقل بين الموائد تحاصرني النظرات الجائعة ومداعبات السكارى سبعة ساعات كاملة ، حتي انتهت نوبتي ـ فعدت لغرفة الملابس وخلعت الفستان القصير وارتديت ملابس المحتشمة وانصرفت مهتزة الأعصاب وعدت إلي بيتي وبكيت بكاء مرير واعتزمت ألا أعود إلي هذا المكان مرة أخرى !
لكني وجدت نفسي أقوم في الصباح وارتدي ملابسي واذهب للعمل
بالكازينو ، وفي اليوم التالي وجدت في انتظاري يونيفورم جديد موحد لكل من يعمل بالكازينو ، وجدته فستاناً قصيراً خليعاً ، فترددت قليلاً ، ثم ارتديته وخرجت إلي القاعة ومرت عليّ الأيام ثقيلة ، وبعد اسابيع بدأت أتغير تدريجياً ، وبدأت أضيق بالحجاب الكامل وبالفستان الذي يجرجر فوق الأرض ، فقصّرته قليلاً ، ثم ضقت بطرحتي الكبيرة ، فاستبدلتها بمنديل صغير يغطي رأسي وجزء من رقبتي ، وبعد أن كان وجهي لا يعرف الماكياج ، بدأ الماكياج يتسلل إليه ، وبل وبدأت في تدخين السجائر بشراهة !
والآن ـ تقول صابرين ـ أنا تائهة ضائعة حائرة ، أشعر إنني أعيش في ضياع واستغل ثقة أهلي بي ، فما ذا أفعل ؟!
هكذا نري الفتاة البائسة صابرين قد أغواها الشيطان وسلكت في طريقه للنهاية ، بل وسهّل عليها طريق العمل في بداية حياتها حياتها ارتديت الحجاب ليس عن اقتناع ، وإنما باعتباره جزء ومظهر من العمل في شركة توظيف الأموال التي تتخذ من الدين ستاراً للنصب علي السذج والأبرياء!
هذا هو بالتحديد خداع الخطيئة التي يزينها لنا إبليس اللعين ويقنعنا أن في العمر متسع للتوبة والعودة إلي حظيرة الأيمان .
لكن هيهات ، هيهات فالعمر لو تدرى قصير ، ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً ولا تدرى نفس بأي أرض تموت .
عندما ذهبت للعمل في ذلك الكازينو المشبوه ، رأينا كيف استدرجها صاحب العمل ، تدريجيا للموافقة علي العمل بذلك المكان المشبوه حتي وافقت في النهاية علي ارتداء يونيفورم فاضح لإرضاء شهوة زبائن الشيطان !!!
وشيئاً فشيئاً ضاقت ذرعاً بلباس العفة الاحتشام ، اقصد الحجاب وأصبح ثقيلاً علي روحها ، ثم بدأت في استعمال الماكياج عند
خروجها للعمل ،،، يا الله ...
انظروا معي كيف يستدرجنا إبليس اللعين خطوة ، خطوة لفعل المعاصي وكسب الذنوب !!!
نرجو الله عز وجل أن تعود صابرين إلي نفسها الإيمانية ، تعلّمها الأدب والطاعة ومخالفة هواها ، وتجاهد نفسها الأمّارة بالسوء بالإكثار من الطاعات والبُعد عن المعاصي والذنوب ، فالوضع الطبيعي للمرأة المسلمة هو أن تعمل في بيتها ، ترعي شئون زوجها وتربي أولادها التربية الإسلامية الواعية ، فرسالة الأم أكرم وأفضل بكثير من العمل كمضيفة في كازينو للموبقات ، الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق .
QQQQQ
خداع الخطيئة
بقلم / أحمد أبو عمر
أديب عربي
// ليست قصة && سرد يفوق القصة //
َQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQQ
(( علي الإنسان ألا يؤجل توبته لأن الله أخفي الموت سبباً وزماناً ومكاناً )) .
ذلك قول حكيم سمعته من فضيلة الشيخ الإمام محمد متولي الشعراوي ، فالطريق إلي الخطيئة مفروش دائما بدعاوى الاضطرار ، وبحجة أن الضرورات تبيح المحظورات .
لكن أي محظورات يقصدون ؟ .. هل هي محظورات العرف والتقاليد ؟ ..أم المحظورات الدينية والخلقية ؟.
كثيرون هم من أغواهم الشيطان وبررّ لهم سوء أفعالهم وذلك بفقدانهم الصبر الجميل والاستسهال الذي يفتح الطريق دائماً للتنازلات والتفريط .
ويا ويل من تسوّل له نفسه الأمّارة بالسوء أن ينقاد لأهوائها ونزواتها ويتكاسل عن مجرد محاسبة نفسه ، ولا أقول ردعها وجهادها ، فان أعظم الجهاد جهاد النفس ، ذلك هو الجهاد الأكبر ، كما تعلمنا من حبيبي رسول الله صلي الله عليه وسلم .
من هنا تبدأ قصة الفتاة المسكينة صابرين التي جاءتني باكية منهارة
باكية تقول :
أنا فتاة في الخامسة والعشرين ، أبي موظف بسيط ولي خمسة أشقاء ونقيم في شقة واسعة في حي المعادي الراقي بالقاهرة ، استطاع أبي الحصول عليها منذ ثلاثين عام حين كان الحصول علي شقة أمر سهل !
كان الحي الذي نسكن فيه شبه خال تماما، ثم بدأت العمارات الجديدة ترتفع فيه كل يوم حتي أصبح حي راقي بكل معني الكلمة ، حتي أننا وجدنا أنفسنا فجأة اقل سكانه شأناً ، فمعظم جيراننا أطباء ومستشارون وتجار كبار .
لقد وجدا أنفسنا في وسط غريب علينا بلا معارف ولا أصدقاء ، ونرى الشباب من حولنا يركبون السيارات الفارهة ويذهبون للنوادي ، بل ورأينا أبناء بواب العمارة التي نسكن فيها في مستوى أفضل منّا كثيراً ويرتدون من الملابس أفضل مما نرتدي نحن !
هكذا مضت بنا الحياة حتي تخرج أخي الأكبر من الجامعة وتزوجت أختي ألكبري بعد كفاح مرير من جانب أبي كي يجهزها ، وحصلت أنا علي دبلوم تجارة ، وبدأت رحلة البحث عن عمل كي ادخر لنفسي نفقات الزواج حين يأذن المولي عز وجل لي بالزواج .
بعد بحث طويل وشاق استطعت الحصول علي وظيفة سكرتيرة في شركة صغيرة لتوظيف الأموال بمرتب 500 جنيه في الشهر .
فرحت بعملي كثيراً ووجدت فيه حلاً لكل مشاكلي ورحت ابذل فيه كل جهدي وأعمل ساعات إضافية لانال رضا رئيسي ، ورضي رئيسي بالفعل عن عملي ورفع مرتبي إلي 700 جنيه في الشهر ، وسعدت بذلك كثيراً وتغيّرت نظرتي للحياة وارتديت الحجاب كاملاً تعبيراً عن شكري لنعمة الله عليّ وبدأت الحياة تبتسم لي .
لكن دوام الحال من المحال ، فبعد أـربعة أعوام من عملي بشركة
توظيف الأموال ؛ فوجئت بالشرطة تلقي القبض علي صاحبها لصدور عدة أحكام ضده ، وأغلقت الشركة أبوابها وأصبحت في الشارع لا عمل لي وانتابتني حالة من اليأس الكبير من كل شئ في الحياة .
مرت الشهور عليّ بطيئة ثقيلة وأنا في بيت أسرتي وما ادخرته من راتبي الكبير يتسرب من بين أصابعي !
ذات صباح قرأت إعلان عن كازينو يطلب مضيفات للعمل به ، وتوقفت طويلاً أمام الإعلان ودارت برأسي الأفكار ، فاستعذت بالله منها وطويت الصحيفة ، ثم وجدت نفسي دون وعي أعود إلي الإعلان أقرؤه من جديد وأفكر ، ثم فجأة نهضت وارتديت ملابسي ذهبت إلي عنوان الكازينو المذكور في الإعلان وأتقدم إلي صاحب الكازينو لأنال الوظيفة !!
تفحصني المدير بنظرات ذات مغزي وقبل أن يتكلم قلت له حجابي ليس مشكلة لأنني سأخلعه في العمل وأرتديه عند خروجي !
فوجئت بصاحب العمل يدرك مدي احتياجي للعمل ، فوافق علي تعييني فيه ، وعدت للبيت وأخبرت أسرتي بالكذب إنني وجدت عملا! سكرتيرة في شركة صغيرة ، وصدقوني للأسف الشديد .
في اليوم التالي ذهبت للعمل ومعي فستان من فساتيني القديمة قبل ارتدائي الحجاب ، ودخلت غرفة الملابس وارتديته ، ثم خرجت للعمل أحمل المشروبات لراود الكازينو وأتنقل بين الموائد تحاصرني النظرات الجائعة ومداعبات السكارى سبعة ساعات كاملة ، حتي انتهت نوبتي ـ فعدت لغرفة الملابس وخلعت الفستان القصير وارتديت ملابس المحتشمة وانصرفت مهتزة الأعصاب وعدت إلي بيتي وبكيت بكاء مرير واعتزمت ألا أعود إلي هذا المكان مرة أخرى !
لكني وجدت نفسي أقوم في الصباح وارتدي ملابسي واذهب للعمل
بالكازينو ، وفي اليوم التالي وجدت في انتظاري يونيفورم جديد موحد لكل من يعمل بالكازينو ، وجدته فستاناً قصيراً خليعاً ، فترددت قليلاً ، ثم ارتديته وخرجت إلي القاعة ومرت عليّ الأيام ثقيلة ، وبعد اسابيع بدأت أتغير تدريجياً ، وبدأت أضيق بالحجاب الكامل وبالفستان الذي يجرجر فوق الأرض ، فقصّرته قليلاً ، ثم ضقت بطرحتي الكبيرة ، فاستبدلتها بمنديل صغير يغطي رأسي وجزء من رقبتي ، وبعد أن كان وجهي لا يعرف الماكياج ، بدأ الماكياج يتسلل إليه ، وبل وبدأت في تدخين السجائر بشراهة !
والآن ـ تقول صابرين ـ أنا تائهة ضائعة حائرة ، أشعر إنني أعيش في ضياع واستغل ثقة أهلي بي ، فما ذا أفعل ؟!
هكذا نري الفتاة البائسة صابرين قد أغواها الشيطان وسلكت في طريقه للنهاية ، بل وسهّل عليها طريق العمل في بداية حياتها حياتها ارتديت الحجاب ليس عن اقتناع ، وإنما باعتباره جزء ومظهر من العمل في شركة توظيف الأموال التي تتخذ من الدين ستاراً للنصب علي السذج والأبرياء!
هذا هو بالتحديد خداع الخطيئة التي يزينها لنا إبليس اللعين ويقنعنا أن في العمر متسع للتوبة والعودة إلي حظيرة الأيمان .
لكن هيهات ، هيهات فالعمر لو تدرى قصير ، ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً ولا تدرى نفس بأي أرض تموت .
عندما ذهبت للعمل في ذلك الكازينو المشبوه ، رأينا كيف استدرجها صاحب العمل ، تدريجيا للموافقة علي العمل بذلك المكان المشبوه حتي وافقت في النهاية علي ارتداء يونيفورم فاضح لإرضاء شهوة زبائن الشيطان !!!
وشيئاً فشيئاً ضاقت ذرعاً بلباس العفة الاحتشام ، اقصد الحجاب وأصبح ثقيلاً علي روحها ، ثم بدأت في استعمال الماكياج عند
خروجها للعمل ،،، يا الله ...
انظروا معي كيف يستدرجنا إبليس اللعين خطوة ، خطوة لفعل المعاصي وكسب الذنوب !!!
نرجو الله عز وجل أن تعود صابرين إلي نفسها الإيمانية ، تعلّمها الأدب والطاعة ومخالفة هواها ، وتجاهد نفسها الأمّارة بالسوء بالإكثار من الطاعات والبُعد عن المعاصي والذنوب ، فالوضع الطبيعي للمرأة المسلمة هو أن تعمل في بيتها ، ترعي شئون زوجها وتربي أولادها التربية الإسلامية الواعية ، فرسالة الأم أكرم وأفضل بكثير من العمل كمضيفة في كازينو للموبقات ، الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق .
أحمد أبو عمر
أديب عربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق