خَلعتُ نَعليْ أعرِّيْ الليلَ مُنْفَرِدا / بقلمي/ ربحي الجوابره

خَلعتُ نَعليْ أعرِّيْ الليلَ مُنْفَرِدا // تَكشَّفَ النُّورُ إنِّي لا أرىْ أحَدا
شَوْقاً إلى الله إنَّ الرُّوحَ طَالِعَةٌ // أمْشِيْ عَلىْ المَاءِ لا رُوْحَاً وَلا جَسَدَا
أشُقُّ مِنْ عَتْمَةِ المَوْتى طَريقَ هُدَىً // فانْدَاحَ ضَوءُ دَميْ مِنْ خَافقٍ رَقَدَا
مِنْ هَدْأةِ الصُّبحِ تَحْبو الشَّمسُ فيْ وَلهٍ // فِيْ هَجعةِ الليلِ قَلبيْ في الرّؤى اتقَدا
بالضَّوءِ أغسلُ وَجهَ الأرضِ مُحْتَشِماً // حَتَّى تَكشَّفَ وَجهُ الليلِ وابْتَعَدا
هذا دَميْ مِنْ وصايا كلّ أرملةٍ // فأفرشُ الشَّمسَ فيْ كلّ الثَّرى مَدَدا
عِفتُ اللياليْ لَقدْ ضَاقتْ علىْ جَسَديْ // وأحملُ الأرضَ إنْ مدَّ الصّباحُ يدا
فيْ القدسِ قَدْ أنْزلتْ آياتُ ثورتِنَا // دَمُ الشَّهيدِ بإيمانٍ لَها سَجَدا
يَرومُ فيْ الجَنةِ الخضراءِ مَجلسُهُ // إذا اختفيتُ مُضاءً فيْ السَّماءِ بَدا
لّقدْ نفضتُ نُعاسَ الليلِ عَنْ قَمريْ // وَسِرتُ فيْ الليلةِ الحَمراءِ مُجْتَهِدا
في القلبِ أحملُ إرثَ الأرضِ أكمَلَهُ // هّذيْ الكنوزُ ولا تُحصَى لها عَددا
يَا مَنْ بِهَا مُعجزاتُ الله قَابسةٌ // ضَوءُ النبيِّ فَضاءَاتٌ تَجوبُ مَدَى
هُنَا تَوضَّأ خَيرُ الخلقِ أجْمَعِهمْ // هُنَا الصَّلاةُ تَراتيلُ الضُّحى رَشَدا
هُنا السَّماءُ بأرضِ القدسِ عَاكِفةٌ // تُغلِّفُ الأرضَ مِنْ لألائِها أمَدا
بَوحُ المآذنِ يَشْدو للصَّبَاحِ رؤىً // حَتَّى انْطوى الليلُ في العَلياءِ مُرْتَعِدا
 كانَ الثَّرى عَاقِرَاً والأرضُ نَاضبة ً // وَمِنْ دَمِ الحرِّ أضْحى الدَربُ مُتَّقدا