خاطرة
عزف على أوتار النهايات
مجرد أطلال أنا يا سيدتي
تروي لليراع أحلام الصبى
و تلهم الريشة زخرفة جروح الحنين
يرسم على جبيني الزمن بالصمت قصائد توجعي
و في عيوني مواسم الهجر و سفن الرحيل...
فلا تبهرك منمنمات الوشم المرصعة
و لا درر العبارات التي أنثرها
و لا طعنات رماح زينتها على صدري الأيام بمشرطها
و لونها صبري بمداد دواة معتقة...
تلك هي أعمدة ذاتي لا تزال منحنية من هزات الدهر
المتوالية
و تصدع العرش الذي صنع من زمن العز لبسمتي صولتها....
و الله ما بقي في فؤادي للحب سلامة موطن
و ما بقيت نفسي تشتهي فيه الحياة
و لا في دنيا العشاق راحلة مطمع
و لا قصد الدناءة إليها كان يدفعني
. أمليت للحظ لما كان يبتسم
لأكشف دائما عن صدق طوتي
أنزل من مطيتي بطيب خاطر
و أمتطي وراءه صهوة تجلدي
فإذا طلت مآذن ديارهم
انفضوا إليها بشغف المتيم
و تنازلت دون تكلف
أشواقهم عن مودتي
و يكتب الدهر أفراحهم في سجله بداية غربتي
...
سأعيش يا سيدتي لذكريات الحلم الجميل مرتعا
و أرعى فيه الآمال البائسة
أعزف على أوتار الصمت لحن الجحود
و على الناي مطلع قصائد خيبتي
و بخواطر الفناء أطرب قوافل العاشقين
.
موحشة هي المسالك إلى قلبي يا سيدتي فاعذريني
وأشباحها ما عادت تؤمن بالورود ...
دونك مني مودة غريب ينصهر
و حسبي منك ابتسامة من بعيد .
مختار سعيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق