شاعر الاول

الأربعاء، 25 يناير 2017

سياحة في ملكوت الله / زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام


سياحة في ملكوت الله __________البحرالوافر
بكيتُ وقد وقفت على زهورٍ___بحوضٍ فيه ما بهرَ المَعَانِي
فللزَّهراتِ أوراقٌ بلونٍ ___ يميلُ إلى البنفسجِ في أوانِ
بياضٌ لا يميلُ إلى نصوعٍ___ سوادُ ملامِحٍ رُسمَت لشانِ___=لشأنِ
عيونٌ فوقَ أنفٍ ثمَّ ثغرٌ___ وقد بانت وجوهٌ للحسانِ
وجوهٌ للنِّساءِ وذا لطفلٍ ___ يميلُ إلى جوارٍ من حنانِ
تزاحمت الوجوهُ على زهورٍ___ بكلِّ وريقةٍ وجهُ لدانِ
زهورٌغطَّت الأوراقَ حتَّى___ كأنّ الأرضَ قد فُرِشَت لهانِ
لقد شدَّ انتباهي ما بحوضٍ___ نباتٌ لا يطولُ سوى البنانِ
جلستُ وقد فتحتُ جيوبَ صدرٍ___ لأملأها فقد ملكت عناني
بحبٍّ للبديعِ ذرفتُ دمعي___ وبالإجلالِ من رهفٍ شجاني
كما في عالَمِ الأحياءِ تزهو___وجوهٌ ليسَ من شَبَهٍ لثانِ
جمالٌ في جلالٍ قد حداني ___ لتمزيقِ الجهالة إذ أُعاني
بعيداً عن تَدَبُّرِ ما بكونٍ ___ وأسرارٍ تحيطُ بكُلِّ جانِ
يعيشُ قراءةً في كُلِّ بابٍ___ من الآدابِ والعلمِ المُهانِ
ألا إنَّ العلومَ بكلِّ أرضٍ ___ فكونُ اللهِ يزخرُ بالمعانِي
بكيتُ وحُقَّ لي أبكي لجهلي___وبعدٍ عن إلهٍ قد حباني
نعيماً لا يُجاريهِ نغيمٌ ___ ودنيا النَّاسِ لا تَروي كياني
سوى ما قد رأيتُ بأُمِّ عيني___ جمالاً للجليلِ وقد كفاني
فأترك ما قرأتُ من المعاني___ أُحقَقُ بالتَّأمُّلِ ما براني
سياحةُ من لهُ عقلٌ وفكرٌ___ تنوبُ عن الموَثَّقِ بالهوانِ
أمامَ البحرِبعدَغروبِ شمسٍ ___ وقد حلَّ الظَّلامُ بذي المكان
تخيَّلتُ الوقوفَ على صخورٍ___ وأمواجُ الظَّلامِ بلا عنانِ
ببحرٍ تلتقي فيهِ غيومٌ___ على أمواجِهِ لا من أمانٍ
بليلٍ لا يُجاورني أنيسٌ ___ وبردٌ قارسٌ والخوفُ جانِ
بكيتُ وحقَّ لي من كُلِّ ذنبٍ ___ يجُرُّ لغافلٍ حرَّ السّنانِ
وأخجلُ أن أقولَ أيا إلهي ___ فقد كنتُ المُعانِدَ والمُعاني
ولم أضبط سويعاتٍ لقلبي ___ يهيمُ بكلِّ من أدنى دناني
أُحبُّكَ يا إلهي أنت حسبي ___ من الدُّنيا وقد دانت لدانِ
وعدتُ إليك يا من أنت ربي___ ولا أحدٌ سواك له دعاني
فأنت الواحِدُ الفردُ المُعافي ___ لداءٍ في الجوارِحِ ما شفاني
فلم أُشرك بفضلكَ من حبيبٍ ___ وصدٌّ قد يُدحرِجُ من سقاني
جنوناً قد أرى من كُلِّ لونٍ ___ فأُبعِدُ ما دنا من كُلِ فانِ
ولكنَّ الدُّعاءَ وحُبَّ ربي ___ سعادةُ من بِهٍ مُلِئت جفاني
فلا أرنو لغيرِ جماِلِ ربي ___ وكونٌ عامرٌ يهفو لرانِ
فلا همٌّ يلوحُ بجوِّ عزٍ ___ من المولى بحُبٍّ ما اعتراني
وهذاالزُّهدُ في الدُّنيا مُريحٌ ___ يفيضُ غلى الضُّلوعِ وبالحنانِ
حبيبٌ للحبيبِ لهُ صلاةٌ ___ تُكًمِّلُ ما جرى نقصٌ لبانِ
الثُلاثاء 26 ربيع آخر 1438 ه
24 يناير 2017 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق