شاعر الاول

الأربعاء، 25 يناير 2017

))القرار المرير. (( / بقلمي / الشاعر والكاتب أبو الطاهر علي محمد المهتار


))القرار المرير. ((
الشاعر والكاتب أبو الطاهر علي محمد المهتار
تشتاق نفسك لرؤية ثمار غوصي في بحار الصمت ،تطيلين الانتظار ، فيخيفك غرقي الطويل ، تحاولين قراة موجات السطح ، وتوشك الملامح الإفصاح عم يدور خلف ظلمات الكتمان ،
أرجوك اطوي حبال نظراتك الحيرى ،فإنها تلتهم هدوئي ،
أعرف أن خلف ظلوعك تلهث آلاف الأسئلة المقلقة.
 
لقد استهلكنا قدرا كبيرا من طاقاتنا ، في بنا عشنا الجميل ومنزلنا والكوخ الصغير ،على أرضية الأحلام التي أوجدنا فيها القدر ،
نشأنا ، وكبرت آمالنا ، واصبحت تعتمد على قواها ،تحت إشرافنا ، وتحت رعاية السما ،.
ولكنني أمتشق عصا الارتحال ،
 
فلا شي هنا يستعطف المكوث ، سوى طيبة السلاحف ، لكنها لا تعينني على در المخاطر ؛ بل تكتفي بإخفا رؤوسها تحت أغلفتها المتحجرة ،
النجم يرتقب ما أخطط له ، يستنشق همس بوحي الثمين ، ويتجرع معي مرارة الشهيق ،
تعب يمدني بعصي التأديب ، وهو يرسم من وهجه بوصلة الهداية ، العريقة. الأزلية ،.
 
مؤمنا بأنه لن يبعث سراج مرة أخرى ليضع تحت قدمه كل بقع السواد ، فعلينا أن نقتفي الأثر الذي خلفه للماضي والحاضر والآتي ،
 
فمدينته الفاضلة قبل مدينة أفلاطون الفاضلة ..
إنهضي ، ولا تخافي من قرار ارتحالنا من هنا. أو من مخاطر المجهول ،
فالذي أحمله مشعل يضي الدروب ، وفأس يهشم رؤوس الكلاب والوحوش المتفلتة من عقالات . القوانين. الحميدة .
فلقد سئمت الحياة بالقرب من أدغال الحيوانات الناطقة ، والخرسا
وهنا مللت أصوات الإفتراس الراكضة إلى أسماعنا ومحيطنا.
يستفزني إفتراسها لبعضها ، تحت شعار البقا للأقوى.
سئمت أذآن الديكة المتسخة الأرجل ، برياضة اللهو في قاذورات المعيشة ،
سئمت تفلسف البغبغاوات ، وخطب الثعالب ، وإبتسامات الذئاب ، وطيش القرود ،
سئمت وداعة النعاج ، و براة الدواجن.
سئمت كل قوة تبطش بغير حق ، وكل حي يستكين بغير حق ،
أنا لا أمتهن الإفتراس ، وذلك ليس ضعف مني
ولكن لأنني إنسان ،
حتى وإن كنت أجيد فنون الدفاع ،
سأفضل الإرتحال ، وسأبحث عن العالم الأرقى ،
سأبحث عمن يشتري المنزل والكوخ الصغير ،
 
ولكن من سيشتريه إذا علم بأنه لن يحظى بحقوق الجوار

الشاعر والكاتب أبو الطاهر علي محمد المهتار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق