شاعر الاول

الخميس، 30 مارس 2017

رهن القتل و الإعتقال / بقلمي/ قلم/حائر عبدالسيد عبدالفتاح



ـــــــــــ رهن القتل و الإعتقال ــــــــــــ
كان بالوادي بيت صغير لنا من طين
.........................
وسقفه من الجريد والقش والحطب
تتشقق جدرانه وتتصدع فأرممه بالطمي
.........................
وأسند جدرانه بشيء من سعاف النخل والخشب
وألهو وأمرح وتختال حولي كالفراشة زوجتي
.........................
وتحيرني بألغازها وتشدو بلحن عزب
وكان لنا أمام الدار شجيرات سدر
.........................
وسنط ونخل وشيء قليل من قصب
وكان لنا جرو صغير ينعم بالأمن بدارنا
.........................
يلهو مع دجاجات لنا ويستريح من التعب
نهبط صباحاً الي النهر نرمي شباكنا
........................
ونبصر الوادي قد تحلي بالجمال وأكتسب
ونجمع ثمرات من سدرة أمام دارنا
.........................
ونبيع طلعها ونأكل من نخلنا رطب
وكنت أسمع الفجر يؤذن فأوقظ زوجتي
.........................
فتدفأ لي اللبن علي نيران تشعلها في الحطب
ويمر النورس يتلصص من شرفات دارنا
........................
يغازل طفلتي ويداعبها بشئ من لعب
وكنت أستشعر أن في حجب الغيب ألما
.........................
وأن هناك شرا يتربص ينا قد دنا منا وأقترب
ذات ليل داهم رجال الشر دارنا
.........................
فاستيقظنا علي نباح جرونا وضوضاء وشغب
فهدموا البيت فوق رأس زوجتي وطفلتي
........................
وكبلوني واقتادوني مسلسلا في غضب
واغتالوا جروي الصغير بنيران بنادقهم
.........................
فلطخت دماؤه زير الماء وروت تعريشة العنب
وكنت أفتش في ذاتي وأعتصر أعماقي
.........................
وفي عيون الناس لعلي ألمح وأعرف السبب
فأتهموني بأنني قد لوثت الهواء بزفير أنفاسي
.........................
ورأيت البلايا في تهم تثير الدهشة والعجب
وأتهموني بأنني قد تلاعبت بالأهلة وخدعتها
.........................
فكان من صنيع أفعالي أنني قدمت شهر رمضان علي رجب
وأتهموني بأنني قد لوثت النيل بأفعالي
.........................
فأشتاط النيل لما شربت ماءه غيظاً وغضب
فأجمعوا أمرهم أن أكون رهن الإعتفال لديهم
.........................
وأنني بدون قصد قد أثرت بالوادي الشغب
........................
قلم/حائر
عبدالسيد عبدالفتاح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق